استراتيجية المحيط الأزرق

الثلاثاء ٠٧ ديسمبر ٢٠٢٠
استراتيجية المحيط الأزرق هو مفهومٌ بدأ تداوله مؤخراً وبخاصة في كتب وموضوعات الإدارة. تلك الاستراتيجية التي طوّرها اثنين هما دبليو شاين كي ورينيه موبورن. ويقوم مفهومهما على أنه ليس بالضرورة منافسة المنافسين في نفس المحيط بل المنافسة في محيطٍ آخر. وبلغةٍ أخرى التفكير خارج الصندوق.
كان جل الاهتمام لأي رجل أعمال حساب التكاليف، وكمية الطلب على المنتج، ونوع العملاء المستهدفين، وحجم استحواذ المنافسين على حصص السوق. ولأجل الحصول على ربحٍ أكبر عمد كثيرٌ منهم إلى تقليل الأسعار، والتعديل في المنتج. وأصبح الجميع يفكر بنفس المنطق، ويزيد التنافس؛ والمنافسة شرسة. والمشكلة هي التقليد وشراسة المنافسة التي جعلت المؤلفان يتخيلون سوق المحيط الأحمر المليء بسمك القرش والصراعات الدامية. والتركيز على التقليد ونفس الركائز التي يعمل بها الجميع. فجميعهم يعملون على نفس المنتج؛ ولكنهم يسعون لخفض التكاليف، وتحسين مميزات المنتج وجني الأرباح من ورائه. فلم يعمد أحدهم لخلق منتجاً جديداً في نفس مجالهم!
وعلى النقيض، توجد سوق الابتكار والإبداع والتفكير خارج الصندوق في سوق المحيط الأزرق. فهي سوق نقية تخلو من دماء المنافسة الشرسة. فسوق المحيط الأزرق المعتمد على الإبداع يخلق سوقاً جديداً بدون منازع ولا منافس. استراتيجية المحيط الأزرق سوقٌ تعمل على إيجاد فرص جديدة لنمو الأرباح، وتحقيق قيمة عالية للغاية للشركة وللزبون. فالأفكار الجديدة ستؤدي إلى خلق طلب جديد.
وصاحب رأس المال أو المقدم على مشروع، عليه الاختيار: إما ان يخلق سوقاً حمراء، أو زرقاء.
الشركات التي حققت شهرة عالمية وعلامة تجارية وأرباحاً هائلة اعتمدت على هذه الاستراتيجية. فابتكرت الجديد اللافت لانتباه ورغبات وميول العملاء؛ واستغنت عما عهده الزبائن من ذي قبل وزهدوا كل طرقه ورتوشه.
من إيجابيات هذة الاستراتيجية أنها تناسب كل الأسواق والشركات صغيرة ومتوسطة الحجم. بل وتناسبها أكثر من الشركات كبيرة الحجم صعبة الحركة بسرعة تواكب نظرية المحيط الأزرق.
هذه الاستراتيجية جعلت الشركات دائمة التفكير والتعديل في الاستراتيجية؛ بما يناسب التفكير خارج الصندوق. لخلق سوقاً جديداً من شأنها طرح منافسيك خارج اللعبة؛ بحيث لا تستنزف الشركات مواردها في حرب المنافسين.
الكاتبان يسلطان الضوء على أهمية دور القيادة في تنفيذ هذة الاستراتيجية؛ للحصول على النتائج المنشودة التي تم ذكرها. بشرط العمل على توفير مبدأ العدالة أثناء العمل؛ مما يحفز الموظف أو العامل على بذل أقصى جهده راجياً التقدير لذلك. وعلى القيادة توفير الموارد اللازمة لتجسيد الخيال إلى واقع.
قوانين اللعب في المحيط الأحمر كان بمقارنة كل شركة بمثيلتها وتفكيرها في كيف يمكن كسب حصة الشركة المنافسة. أما قوانين اللعب في الاستراتيجية الجديدة “المحيط الأزرق” هو تفكير الشركة بالنزول لمياه جديدة دون النظر للمياه التي تسبح فيها منافستها.