السر الثاني لمدير الدقيقة الواحدة

الثلاثاء ١٥ ديسمبر ٢٠٢٠
بعد أن تعرّفنا على مدير الدقيقة الواحدة في مقالٍ سابق، وتعرّفنا في المقال السابق عن السر الأول لمدير الدقيقة الواحدة. سنستكمل هنا الحديث عن السر الثاني.
ذهب الشاب إلى السيد ليفي ليعرف منه السر الثاني لمدير الدقيقة الواحدة.
وبعد الترحيب ذكر السيد ليفي للشاب: أرى المدير قليل جداً مع أنه يقضي معي بعض الوقت في بداية تكليفي بمهمة عمل جديدة أو مسئوليةٍ جديدة.
رد الشاب: إن هذا هو هدف الدقيقة الواحدة.
استطرد ليفي قائلاً: أردت ثناء الدقيقة الواحدة وليس هدف الدقيقة الواحدة.
ففي بداية عملى هنا أعرب لي مدير الدقيقة الواحدة عن طبيعة العمل. حيث قال لي: أنه يعرف أنني من السهل جداً أن أحقق تقدماً إذا انتبهت إلى ملاحظاته الواضحة تماماً عما أقوم به من عمل.
وقال لي: أريدك أن تنجح. فقد كان يريدني أن اكون عوناً كبيراً للشركة، وأنه سيحاول أن يخبرني بالتأكيد بسروره مني عندما أتقن عملي، ويضارحني عندما لا أجيد العمل.
فطلب الشاب من السيد ليفي أن يسرد له مثالاً واقعياً عاشه على ما يقول.
رد السيد ليفي : بعد تعييني بالعمل وتحديد المدير معي هدف الدقيقة الواحدة؛ كان المدير يظل قريباً مني. كان هناك طريقتان لذلك:
الأولى/ أنه كان يلاحظ نشاطاتي عن كثب.
والثانية/ كان يطلعني بالتفصيل على تقدمي الذي كان يتابعه بنفسه ويسمح لي بالاحتفاظ بصورة من السجل.
سأل الشاب: رائع ولكن لماذا يفعل ذلك؟
رد ليفي: ظننت أولاً أنه يتجسس علي وأنه لا يثق بي! لكن عرفت من بعض الموظفين الآخرين أنه كان يحاول أن يراقبني وأنا أعمل شيئاً ما بشكلٍ جيد.
قال الشاب: يراقبك وأنت تعمل شيئاً ما بشكلٍ جيد؟
رد عليه ليفي: نعم، فهناك شعار يقول: (ساعد العاملين تصل لأقصى طاقة لديهم. زرهم وهم يعملون شيئاً ما بإتقان).
في معظم الشركات يقضي المدراء معظم وقتهم في مراقبة العاملين وهم يعملون – ماذا؟
فابتسم الشاب وقال بثقة: يفعلون شيئاً ما خطأ.
قال ليفي : حقاً لقد وضعنا هنا نصب أعيننا. الجانب الإيجابي نراقب العاملين وهم يعملون شيئاً ما بشكلٍ جيد.
سأل الشاب : وماذا يحدث عندما يزورك مدير الدقيقة الواحدة وأنت تفعل شيئاً ما بشكلٍ جيد؟
فقال ليفي مبتسماً: إنها اللحظة التي تتلقى فيها ثناء الدقيقة الواحدة.
سأل الشاب: ماذا تعني بذلك؟
رد السيد ليفي: عندما يراك تجيد شيئاً يأتي لك ويقترب منك ويضع يده على كتفك ويداعبك بشكلٍ ودي. حتى يساعدك أن تعلم أنه يهتم بك، ويريدك أن تتقدم. فقد كان يقول لي: (كلما واصل العاملون لديك نجاحهم كلما رقيت في شركتك). ويذكرني أننا حقاً نعمل جنباً إلى جنب. وينظر لك مباشرةً ويخبرك بما أجدت فيه بالضبط ويشركك في سعادته بتقدمك.
سأل الشاب: ألا يستغرق كل هذا الثناء كثيراً من وقت المدير؟
رد ليفي: بالطبع لا! لا ينبغي عليك أن تمتدح شخصاً ما لمدةٍ كبيرةٍ ليشعر أنك لاحظت تقدمه وتهتم به.
سأل الشاب: هل يحاول المدير دائماً زيارتك وأنت تعمل بإتقان؟
رد السيد ليفي: لا طبعاً.هو فقط يفعل ذلك عندما تبدأ العمل هنا لأول مرة، أو عندما تبدأ مشروعاً جديداً أو تتولى مسئولية جديدة. وعندما تتمكن من كل أمورك في العمل لا تشعر به حولك كثيراً.
دوّن الشاب ملخص الأمر كالآتي:
1/ تخبر العاملين من البداية الأولى أنك ستخبرهم بما يفعلونه.
2/ تثني على العاملين فور إجادتهم.
3/ تخبر العاملين بأنهم أجادوا العمل محدداً كلامك.
4/ تخبر العاملين بسعادتك بما فعلوا وكيف لذلك مساعدة الشركة والآخرين في فروعٍ أخرى.
5/ تتوقف في لحظة صمت لتتركهم يشعرون بمدى سعادتك.
6/ تشجعهم على بذل المزيد من الجهد الطيب.
7/ تصافحهم أو تربت عليهم بطريقة توضح أنك تؤيد نجاحهم في الشركة.
من كتاب مدير الدقيقة الواحدة